بابلو بيكاسو.. كيف كانت حياة الفنان التشكيلي الإسباني؟

بابلو بيكاسو.. كيف كانت حياة الفنان التشكيلي الإسباني؟

متابعة نجاة احمد الاسعد

لا شك في أن عبقرية بابلو بيكاسو الفنية لا يمكن إنكارها أو تجاوزها، فإرثه الإبداعي يفصح عن نفسه بكل مكان وزمان، فقد طرق أبواباً لم يكتشفها أحد، وسلك دروباً لم يسلكها أحد، وتوغّل بزخم فنه وفيض إبداعاته لسياقات لم يصل إليها غيره، ومن ثمّ فالجميع مدعوون لمحاولة فهم تأثيره الدائم والمستمر في سياقات حياتنا المختلفة عبر أعماله المثيرة بتعقيداتها وتشابكاتها وفلسفتها المعبرة عن قضايا العصر والتي طالما شكلت بصمة لا تنسى، وتحدياً لا يقارن ألهم أجيالاً من الفنانين من كل أنحاء العالم، وفي ظل ما حصل مؤخراً من سرقة لوحة “حياة صامتة مع غيتار”، مطلع أكتوبر قبل عرضها في معرض مؤقت بمدينة غرناطة واستعادتها مرة أخرى زادت معدلات البحث للتعرف إلى هذا الفنان الإسباني المدهش، فكيف كانت حياته؟ 

فنان إسباني قاد ثورة في الشكل والمنظور والتجريد

فنان تشكيلي وله دراسات في مجالات التجريب وتطبيق نظريات اللون، بيكاسو فنان متعدد الأوجه؛ مساهماته في الفن الحديث لا يمكن إنكارها، على أن إعادة النظر في أعماله تكاد لا تقتصر على دراسة فنان تشكيلي مبدع غاص بمختلف عوالم الفن والإبداع برؤى مختلفة، واشتبك مع عصره ليفرض قناعاته بل تتعلق بكيفية نجاحه في التوفيق ما بين الفن التحويلي والشخصيات التي أبدعها، حيث عمد للتعقيد بدلاً من البحث عن حلول سهلة وانخرط بأعماله في سياقات التحول الثقافي الأوسع والذي كان سمة عصره، كما أننا لا يمكن أن ننكر مساهماته الرائدة ولا سيما دوره في تطوير التكعيبية والطليعية.

ويؤكد ناجي أن بيكاسو هذا الفنان الإسباني الملهم، ذو شخصية إشكالية للغاية، قاد ثورة في نظرتنا إلى الشكل والمنظور والتجريد، ولا تزال أعماله تُشكل أساساً لتاريخ الفن في القرن العشرين. وتعامله مع عدد كبير من القضايا سواء الإنسانية المتعلقة بالمرأة أوالسياسية التي تشابكت مع قناعاته وأفكاره، أظهر مساهماته الثورية الواعية في الفن الحديث والعديد من التعقيدات الفكرية والفلسفية والتي فتحت الباب أمام مستقبل يُحتفى فيه بالإنجازات الفنية الجديدة والمختلفة، فلطالما كان يخلط بين أنماط مختلفة من الفنون، لإنشاء تفسيرات جديدة تماماً للفن.

ثورة فنية تمخّض عنها تفكيك المعايير الفنية التقليدية

يقول ناجي: في أجواء أوائل القرن العشرين الصاخبة، قاد بيكاسو، إلى جانب جورج براك، الحركة التكعيبية الثورية، مغيراً بذلك مشهد التعبير الفني إلى الأبد. مثّل هذا التحول الجذري ابتعاداً عن التمثيل التقليدي، محوّلاً الأشكال التقليدية إلى أشكال هندسية، ومتحدياً إدراك المشاهد.

حوّلت براعة بيكاسو في المشاركة في تأسيس التكعيبية إلى شخصية ثورية في عالم الفن. وأسفر تعاونه مع براك عن حركة فككت المعايير الفنية، وأدخلت أسلوباً جديداً للرؤية، وقد أصبحت التكعيبية، بأشكالها المتقطعة ومنظوراتها المتعددة الأوجه، السمة المميزة لعبقرية بيكاسو، وقد بلغ شغف الفنان الإسباني بتفكيك الواقع وإعادة تركيبه ذروته مع لوحة “آنسات أفينيون”، وهي عملٌ رائدٌ حطّم المفاهيم المسبقة عن الجمال، لينضج في المراحل التالية التحليلية والتركيبية للتكعيبية.

لم يُظهر سعي بيكاسو الدؤوب نحو الابتكار والتجريب براعته التقنية فحسب، بل أظهر أيضاً فضوله الذي لا يشبع. امتد تأثير بيكاسو إلى ما هو أبعد من مجرد الرسم، مخترقاً مجالات الأدب والنحت وحتى تصميم الأزياء.

تعليم بيكاسو المبكر كان الأساس لتحدي التقاليد

وفقاً لموقع myartbroker.com، فقد وُلد بابلو بيكاسو عام ١٨٨١ في مالقة، إسبانيا، وقد ظهرت براعته الفنية منذ صغره، حيث تلقى تدريباً رسمياً في الأكاديمية الملكية سان فرناندو في مدريد. ومع ذلك، كان انتقاله إلى أحياء مونمارتر البوهيمية في باريس هو ما أشعل شرارة عبقريته الثورية، باحتضانه للعديد من التأثيرات، من الفن الأفريقي والإيبيري إلى أعمال سيزان وغوغان، وضع تعليم بيكاسو المبكر الأساس لأسلوب تحدى التقاليد وأدى إلى ظهور الحركة الطليعية.

كانت رحلة بيكاسو الفنية بمثابة دوامة من التجارب، متجاوزاً أساليب وفترات فنية مختلفة. من الدرجات الكئيبة للفترة الزرقاء إلى لوحة الألوان النابضة بالحياة للفترة الوردية، حيث بدا تطور بيكاسو الفني شهادة على إبداعه الديناميكي. مثّل تعاونه مع زميله الفنان فرناندي أوليفييه بداية استكشافه للبدائية.

أهم أعمال بابلو بيكاسو

لوحة غيرنيكا

لوحة عازف الغيتار العجوز

لوحة حمامة

لوحة المرأة الباكية

لوحة الحلم

لوحة القبلة

لوحة فتاة أمام المرآة

تابعونا على الفيس بوك 

https://www.facebook.com/share/1QBkEEktRj/