“نفحات من نور: فضل الصلاة على النبي ﷺ في يوم الجمعة”

“نفحات من نور: فضل الصلاة على النبي ﷺ في يوم الجمعة”
متابعة: خلود فراج
دائما ما يحتاج الإنسان إلى لحظات صفاء، يتنفس فيها من روح الإيمان، ويستشعر القرب من الله ورسوله ﷺ. ويأتي يوم الجمعة، سيد الأيام، حاملاً في طياته فرصًا عظيمة للتزود بالنور، ومن أعظم تلك الفرص: الإكثار من الصلاة على النبي محمد ﷺ.
فما سر هذا اليوم؟ ولماذا خُصّت الصلاة على النبي فيه بفضل عظيم؟ وكيف يمكن للمسلم أن يحيي هذه السنة في قلبه وبيته ومجتمعه؟
الجمعة… عيد المسلمين الأسبوعي
جعل الله يوم الجمعة عيدًا أسبوعيًا لأمة الإسلام، فيه خُلق آدم، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يُرد فيها الدعاء. وقد اختصه الله بخصائص عظيمة؛ من بينها صلاة الجمعة التي هي فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل، وخطبتها التي تهز القلوب، وتجمع المسلمين في بيت من بيوت الله على قلب رجل واحد.

الصلاة على النبي ﷺ… عبادة لا تُهمل
قال النبي ﷺ: “إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي”.. رواه أبو داود والنسائي.
في هذا الحديث الشريف دعوة صريحة من الحبيب ﷺ لأمته بالإكثار من الصلاة عليه في هذا اليوم، لما في ذلك من الأجر والثواب، والاتصال الروحي برسول الله، الذي قال عنه ربه:
“إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”.. [الأحزاب: 56]
لماذا نُكثر من الصلاة على النبي يوم الجمعة؟
1. لأنها معروضة على النبي ﷺ:
كما ورد في الحديث السابق، فإن صلاتنا تُعرض على النبي، وهذا شرف عظيم للمؤمن أن يُذكر اسمه عند الحبيب المصطفى.
2. لأنها من أعظم أسباب نيل شفاعة النبي ﷺ:
قال ﷺ: “من صلى علي واحدة، صلى الله عليه بها عشرا”.. رواه مسلم.
3. لأنها تمحو الذنوب وتُزيل الهموم:
الصلاة على النبي نورٌ للقلب، وسكينة للروح، وجلاءٌ للهمّ، كما ورد في حديث الرجل الذي جعل كل دعائه صلاة على النبي، فقال له النبي ﷺ:
“إذًا تُكفى همك، ويُغفر لك ذنبك”.. رواه الترمذي.
كيف نُحيي هذه السنة؟
اجعل لك وردًا ثابتًا من الصلاة على النبي ﷺ كل يوم، ويزداد يوم الجمعة.
اجتمع مع أهل بيتك في صباح الجمعة أو بعد صلاة الجمعة على جلسة ذكر وصلاة على النبي.
شارك بذكر الصلاة على النبي عبر وسائل التواصل، تذكّر غيرك بهذا الخير العظيم.
شجّع أطفالك على ترديدها، وعلّمهم فضلها بلغة بسيطة.
وفى النهاية.. تبقى الصلاة على النبي ﷺ واحة سلام للمؤمنين، وبلسمًا للقلوب المتعبة. فلنُحيي هذه السنة العظيمة، لا سيما في يوم الجمعة، ولنكن من الذاكرين الذين قال فيهم الله عز وجل:
“فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ”.. [البقرة: 152]




