دين ومجتمع

حكم قطع صلة الرحم بسبب الميراث.. خلافات دنيوية تُغضب الخالق

حكم قطع صلة الرحم بسبب الميراث.. خلافات دنيوية تُغضب الخالق

متابعة: خلود فراج
تُعد صلة الرحم من أهم القيم التي دعا إليها الإسلام، لما لها من أثر عظيم في تماسك المجتمع وتقوية الروابط بين الأهل والأقارب، إلا أن بعض الخلافات المادية – وعلى رأسها قضايا الميراث – قد تؤدي إلى تدهور العلاقات العائلية وقطع الأرحام، وهو ما حذّر منه الدين الحنيف بشدة.

الإسلام يُحرّم قطيعة الرحم مهما كانت الأسباب

أكد علماء الأزهر الشريف أن قطع صلة الرحم بسبب الميراث أو أي خلاف دنيوي يُعد إثمًا كبيرًا ومعصية صريحة، إذ يقول الله تعالى في كتابه الكريم:

“فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم” (سورة محمد: 22-23).

وأوضح العلماء أن الخلاف على تقسيم الميراث لا يُبرر القطيعة، فالميراث حق شرعي حدده الله بدقة في القرآن الكريم، وليس لأحد أن يجور أو يمتنع عن إعطاء الآخرين حقوقهم، كما أن المتضرر له حق اللجوء إلى القضاء لاسترداد نصيبه بالطرق القانونية دون أن يقطع رحمه أو يعادي أهله.
حكم قطع صلة الرحم بسبب الميراث.. خلافات دنيوية تُغضب الخالق

خطورة القطيعة وآثارها الاجتماعية

تؤدي قطيعة الرحم إلى تفكك الأسر وزرع الأحقاد والضغائن بين الإخوة والأقارب، فضلًا عن أنها تُذهب بركة العمر والمال، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه.”

ويرى المتخصصون في علم الاجتماع أن خلافات الميراث من أكثر الأسباب التي تُشعل النزاعات الأسرية، خاصةً في ظل غياب الوعي الديني، مؤكدين أن الحل يكمن في التحاكم إلى الشرع، والتحلي بالحكمة والرضا بما قسمه الله.

دعوة للصفح وصون الروابط

ويؤكد علماء الدين أن العفو والإحسان إلى ذوي القربى من أعظم القربات، حتى وإن قصروا أو أساؤوا، لأن صلة الرحم لا تكون بالمقابلة بالمثل، بل بالإحسان رغم الجفاء، مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم:

“ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمه وصلها.”

وفي الختام، تبقى قضايا الميراث اختبارًا حقيقيًا للإيمان والصبر، فالأموال تزول، بينما تبقى الرحم صلةً مقدسة أمر الله بوصلها، وجعلها سببًا للبركة في العمر والرزق، ومن قطعها فقد خسر رضا الله قبل أن يخسر أهله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى