المرأة السعودية.. من التغيير إلى التأثير

المرأة السعودية.. من التغيير إلى التأثير

متابعة نجاة احمد الاسعد

لم تعدْ قصص النَّجاح النسائيَّة مجرَّد استثناءات تُروَى، بل أصبحت واقعًا يتجدَّد كل يوم، يحمل في طيَّاته ملامح تحوُّل وطنيٍّ شاملٍ، تقوده رُؤية طموحة، وقيادة مؤمنة بدور المرأة في التنمية.

من المجالس التشريعيَّة إلى مواقع القيادة الإداريَّة، ومن المعامل العلميَّة إلى ساحات الرياضة وريادة الأعمال، تصعد المرأة السعوديَّة بثقة، وتقتحم آفاقًا لم يكن يُسمح لها ببلوغها في السابق.

تمكين للمرأة

أكدت لينة خالد آل معينا، رئيس مجلس إدارة شركة الكفاءات الوطنيَّة الرياضيَّة المالكة لنادي «جدَّة يونايتد»، أنَّ ما تشهده المملكة حاليًّا من خطوات داعمة، وتمكين موسَّع للمرأة، ليس حدثًا طارئًا أو متأخِّرًا، بل يُمثِّل امتدادًا طبيعيًّا لمسار وطنيٍّ تحويليٍّ عميق، تقوده رُؤية المملكة الطموحة.

وشدَّدت على أنَّ تمكين المرأة يُعدُّ ركيزة أساسيَّة ضمن هذا التحوُّل، ويعكس إدراك القيادة بأهميَّة مشاركة جميع فئات المجتمع في عمليَّة التنمية الشاملة.

وأشارت آل معينا، إلى أنَّ المملكة حقَّقت مؤخَّرًا نقلة نوعيَّة في مبدأ المساواة بين الجنسين، لا سيَّما في نظام الخدمة المدنيَّة، حيث أصبح الراتب متساويًا بين الرجال والنساء، كما تقلَّص الفارق في الأجور في القطاع الخاص بشكل ملحوظ.

كما تحدَّثت عن دورها كعضو سابق في مجلس الشورى، مشيرةً إلى مشاركتها في إقرار نظام مكافحة التحرُّش، والذي شكَّل منعطفًا حاسمًا في تعزيز الأمن المجتمعيِّ، مشيرةً أنَّ تمكين المرأة بات واقعًا ملموسًا في سوق العمل، حيث أصبحت المرأة اليوم شريكًا أساسًا في إعالة الأسرة، سواء كانت مطلَّقة، أو أرملة، أو ضمن أسرة تعيش على مداخيل مشتركة.

وأكَّدت كذلك أنَّ السماح للمرأة بقيادة السيارة لم يكنْ مجرَّد قرار اجتماعيٍّ، بل خطوة إستراتيجيَّة خفَّفت من الأعباء الاقتصاديَّة على الأسر.

نموذج لتحوُّل وطني

وأكدت الدكتورة سناء محسن العتيبي، مديرة المرصد الوطني للمرأة، أنَّ مسيرة المرأة خلال الأعوام الأخيرة تمثِّل قصَّة تحوُّل وطنيٍّ غير مسبوق، لم تكن مجرد سلسلة إصلاحات متفرِّقة، بل نهضة شاملة أعادت رسم دور المرأة ومكانتها في التنمية على المستويات كافَّة.

وتجاوزت نسبة مشاركة المرأة بسوق العمل 35%، متخطِّيةً مستهدَفات رُؤية المملكة 2030، وفي وقت أقصر من المتوقَّع.

ولم تعدْ مشاركتها مقتصرةً على القطاعات التقليديَّة، بل أصبحت حاضرةً بقوَّة في مجالات نوعيَّة مثل القضاء، الدبلوماسيَّة، الأمن، الإعلام، الفضاء والطيران، وأسهمت إنجازاتها في رفع تصنيف المملكة في العديد من المؤشِّرات العالميَّة.

وبيَّنت العتيبي أنَّ المرأة السعوديَّة أثبتت أنَّ التمكين كان استثمارًا وطنيًّا ناجحًا في طاقات بشريَّة مؤهَّلة في قطاعات حديثة مثل الطاقة المتجدِّدة، الذكاء الاصطناعي، الفضاء، ريادة الأعمال، وإدارة المشروعات الكُبْرى.

وقالت: «كل امرأة سعوديَّة، أينما كانت، هي شريكٌ أساسٌ في مسيرة التنمية وصناعة المستقبل. وما تحقق -حتى الآن- ليس سوى بداية واعدة لمزيد من النجاحات المقبلة -بإذن الله-».