نجوم وأساطير

الأسطوة ليونيل ميسي ووداع الملوك٠

الأسطوة ليونيل ميسي ووداع الملوك٠

كتبه/د٠خالد فاروق عميرة 

ليلة الأمس لم تكن مباراةً عادية، بل كانت فصلًا من فصول التاريخ… وداعية ميسي في أرض الأرجنتين، حيث ارتجّ ملعب “المونومنتال” بدموعه قبل أن يهتز بأهدافه، كانت لحظة امتزج فيها الفخر بالحزن، الانتصار بالوداع، والدموع بالتصفيق.

 

كان ميسي يقف على العشب الأخضر كطفلٍ يعود إلى بيته الأخير، يلمس الأرض وكأنها تحتضنه للمرة الأخيرة في تصفيات كأس العالم. آلاف الأعلام البيضاء والزرقاء ارتفعت في المدرجات، لكن خلف كل علمٍ كان قلبٌ مكسور لا يريد أن يصدق أن أسطورته قد تودّع الملاعب الأرجنتينية. الجماهير لم تهتف فقط باسمه، بل بكَت معه، وكأن الزمن توقّف في تلك الليلة.

 

ميسي أهدى محبيه أجمل وداع؛ هدفين تذكاريين، لمسة ساحرة، وابتسامة ممزوجة بدموع، وكأنه أراد أن يقول: “ها أنا أغادر، لكنني أترك لكم ذكرى لن تُمحى.” لم يكن مجرد لاعب، بل كان وطنًا يمشي على قدمين، وحلمًا تجسد في جسد صغير صنع تاريخًا لا يُكرر.

المدرب سكالوني لم يتمالك نفسه، الدموع خانته وهو يتحدث عن ميسي قائلاً: “لم أرَ لاعبًا مثله، ولن نرى مثله أبدًا.”، وكأن رحيل ليو يعني بداية فراغ لا يُسد. حتى زملاؤه كانوا ينظرون إليه بإجلالٍ، وكأنهم يعيشون لحظة وداع أبٍ روحي علّمهم كيف يكون الحلم وكيف يتحقق.

 

تلك الليلة لم تكن مجرد وداع، بل كانت بداية أسطورة خالدة في الذاكرة. ستظل الأرجنتين تذكر أن طفل روزاريو الصغير حملها إلى القمم، وأعاد لها المجد في كأس العالم وكوبا أمريكا، ثم رحل وهو يرفع رأسها عاليًا. الوداع كان قاسيًا، لكنه في الوقت ذاته جميل، لأنه وداعٌ يليق بالملوك.

 

ويبقى السؤال الحارق في قلوب الملايين: كيف ستمتلئ الملاعب الأرجنتينية بعد اليوم دون وجوده؟ كيف ستصدح الحناجر بأغانٍ لا يسمعها ميسي؟ لقد كان الوداع حزينًا، لكنه أكد أن حب الأرجنتين له لن ينتهي، وأن ذكراه ستبقى في القلوب قبل أن تبقى في التاريخ

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى