عادات بسيطة في عمر السنة تشكل ذاكرة طفلك في المستقبل
متابعة نجاة احمد الاسعد
كشفت دراسة جديدة أن عادات بسيطة في السنوات الأولى من الحياة، مثل تقديم الزبادي في عمر السنة، وضمان نوم ليلي منتظم، قد تؤثر في تطور مهارات الذاكرة لدى الأطفال حتى سن ما قبل
وتمثل “الوظائف التنفيذية”، وهي مجموعة من المهارات العقلية التي تبدأ في التكون خلال مرحلة الطفولة، الأساس للتفكير المعقد والمتقدم.
كما تسهم بشكل حاسم في قدرة البالغين على القيام بالمهام الذهنية المعقدة. وتعد “الذاكرة العاملة” واحدة من أولى هذه المهارات تطورا لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، حيث تبدأ في النمو خلال السنة الأولى من العمر، وتستمر في التحسن بشكل ملحوظ خلال هذه المرحلة العمرية المهمة.
ويلعب النوم دورا محوريا في هذه العملية، فهو ليس مجرد حاجة جسدية، بل هو نشاط دماغي حيوي يدعم نمو خلايا الدماغ واتظيم الروابط العصبية وتقويتها. فالأطفال الذين يتمتعون بنوم ليلي جيد في عامهم الأول يميلون إلى امتلاك ذاكرة عاملة أكثر كفاءة لاحقا، في حيث أن النوم المتقطع أو غير الكافي قد يؤثر سلبا على تطور هذه القدرات الذهنية الأساسية لدى الطفل.
أما الزبادي فيمثل عنصرا مفاجئا في هذه المعادلة. فالبكتيريا النافعة الموجودة فيه لا تقتصر فوائدها على الجهاز الهضمي فقط، بل تمتد إلى الدماغ عبر ما يعرف بمحور الأمعاء والدماغ. وهذه العلاقة المعقدة بين الغذاء والصحة العقلية تفتح آفاقا جديدة في فهم تطور القدرات المعرفية.
وهدفت الدراسة الحالية إلى تقييم تأثير مدة النوم النهاري والليلي والإجمالي في عمر السنة، وسنة ونصف، وثلاث سنوات، على الذاكرة العاملة في عمر أربع سنوات. كما اختبر الباحثون ما إذا كان هناك ارتباط بين تكرار تناول الزبادي في عمر السنة ومدة النوم.
وشملت الدراسة 164 زوجا من الأمهات والأطفال من دراسة “جيكس” اليابانية، حيث تم جمع معلومات حول الدخل السنوي للأسر ومستويات تعليم الوالدين، وكذلك بيانات عن عادات النوم وتناول الزبادي في أعمار مختلفة.
وأظهرت النتائج:
– وجود ارتباط إيجابي بين مدة النوم الليلي في عمر السنة وتطور الذاكرة العاملة اللفظية في عمر الأربع سنوات.
– ارتبط تناول الزبادي بشكل متكرر في عمر السنة بشكل إيجابي مع تحسن الذاكرة العاملة اللفظية لاحقا.
لم تظهر فترات النوم النهاري أو الإجمالي في أي عمر ارتباطا كبيرا بالذاكرة العاملة.
– لوحظ تنوع كبير في عادات تناول الزبادي بين الأطفال، حيث لم يتناوله 25% من الأطفال، بينما تناوله 28.7% مرة أو مرتين أسبوعيا.
وتدعم هذه الدراسة الفرضية القائلة بأن العادات الغذائية المبكرة ونمط النوم مرتبطة بالنتائج الإدراكية اللاحقة. ومع ذلك، كانت التأثيرات الملاحظة صغيرة، وتحتاج إلى تأكيد من خلال دراسات أوسع وأكثر تنوعا.
وتشير هذه الدراسة إلى أن العوامل البسيطة في نمط الحياة خلال السنوات الأولى، مثل النوم الليلي الكافي وتناول الأطعمة المخمرة مثل الزبادي، قد تلعب دورا في دعم التطور المعرفي لدى الأطفال على المدى الطويل.
