أين يقع الخط الفاصل بين الحب الطبيعي والدلال المفرط للطفل؟
متابعة: خلود فراج
كثيرًا ما تلجأ الأمهات – وربما الآباء أيضًا – إلى تعويض أبنائهم عن غيابهم أو انشغالهم بالعمل بالمزيد من الدلال والحنان… حتى يتحول الطفل بمرور الوقت إلى “طفل مدلل”، لا يعرف حدودًا لرغباته، ولا يتحمل مسؤولية، ولا يسمع كلمة “لا”.
فأين يقع الخط الفاصل بين الحب الطبيعي والدلال المفرط؟ وهل نُربّي جيلًا قويًا أم نُخرج إلى المجتمع أطفالًا لا يعرفون الصبر والانضباط؟
فاالطفل المدلل غالبًا ما يكون نتاج تربية تفتقد إلى التوازن. الحب والحنان مهمان جدًا، لكن بدون قواعد وحدود، يتحول الطفل إلى شخص لا يتحمل المسؤولية، ولا يعرف قيمة الأشياء، وقد يواجه صعوبات كبيرة في التفاعل مع المجتمع لاحقًا.”
ومن الضروري أن يتعلم الطفل أن كلمة (لا) ليست رفضًا لحبه، بل درسًا في الحياة. يجب أن يعرف أن هناك وقتًا لكل شيء، وأن الحياة لا تُلبّي كل الرغبات فورًا.
الطفل المدلل… كيف يظهر في سلوكه؟
من أبرز علامات الدلال الزائد:
سرعة الغضب إذا لم تُلبَّ طلباته.
ضعف القدرة على التعامل مع الإحباط أو الفشل.
الاعتماد الكامل على الأهل في كل صغيرة وكبيرة.
الإحساس بالاستحقاق الزائد: “أنا أستحق كل شيء”.
صعوبة في تكوين علاقات صحية مع الآخرين بسبب الأنانية أو ضعف الانضباط.
كيف نتعامل مع الطفل المدلل؟ حلول عملية:
1. الحدود لا تعني القسوة:
كوني حنونة لكن حازمة. اجعلي له جدولًا واضحًا للنوم، الطعام، واللعب.
2. علّميه تحمل المسؤولية:
حتى لو كان صغيرًا، اجعليه يساعد في ترتيب ألعابه، أو ارتداء ملابسه بنفسه.
3. كلمة “لا” ضرورية أحيانًا:
لا توافقي على كل طلب، حتى لو بكى. فهذا تعلُّم مهم للصبر والانضباط.
4. لا تشتري الحب بالهدايا:
الحب الحقيقي يُمنح بالوقت والاهتمام، لا بالألعاب والشوكولاتة.
5. شاركيه مشاعرك وحدودك:
اشرحي له لماذا لا يمكن تنفيذ كل رغبة فورًا، بلغة بسيطة يفهمها.
الطفل المدلل ليس طفلًا سعيدًا بالضرورة… بل هو طفل لم يتعلم بعد كيف يتعامل مع الحياة. والتربية الناجحة ليست في تلبية كل الطلبات، بل في إعداد إنسان يعرف قيمة الأشياء، ويحترم من حوله، ويعتمد على نفسه.
فالحب إذا لم يُضبط بالحكمة، قد يُخرج لنا جيلاً هشًا أمام أول اختبار في الحياة.
